حكاية حمادة والخروف العجيب
حكاية حمادة والخروف العجيب
كان يا ما كان، في يوم من الأيام، كان فيه ولد اسمه حمادة. حمادة كان معروف في قريته إنه عنده أفكار غريبة وعجيبة، لدرجة إن الناس بقت تسميه "حمادة المخترع." كل ما يعمل حاجة، تطلع إما مضحكة جدًا أو فاشلة جدًا.
في يوم من الأيام، عمه جاب له هدية بمناسبة نجاحه في المدرسة. كانت الهدية خروف صغير لونه أبيض بعيون واسعة وجميلة. حمادة كان فرحان جدًا وقال:
"ده خروف؟! طيب أنا هسميه شبرق!"
عمه ضحك وقال:
"سمِّيه اللي تحبه يا حمادة، بس خليك دايمًا حنين عليه."
مرت أيام وحمادة اكتشف إن شبرق مش خروف عادي. شبرق كان ذكي جدًا، لدرجة إنه كان بيفهم حمادة لما يكلمه. مرة حمادة قاله:
"يا شبرق، نفسي نعمل حاجة مميزة، حاجة تخلي القريه كلها تتكلم عنا!"
شبرق بصله بنظرة كأنه بيقوله "تمام، أنا معاك."
في يوم السوق الكبير، حمادة قرر يجهز مفاجأة للقريه. ربط على ظهر شبرق عربية صغيرة بعجلتين، وكتب على جنبها "تاكسي حمادة وشبرق السريع."
راح السوق، وابتدى ينادي:
"يلا يا جماعة! أسرع تاكسي في القرية! شبرق تحت أمركم!"
أول زبون كانت ست عجوزة عايزة تروح لطاحونة القمح. حمادة شاور لشبرق وقال:
"يلا يا شبرق، ورينا السرعة!"
وفعلاً شبرق جري بسرعة خيالية، والست فضلت تضحك وهي راكبة في العربية الصغيرة.
بدأت القريه كلها تتكلم عن التاكسي العجيب، وكل الناس بقوا عايزين يركبوا مع شبرق. لكن فجأة، حمادة لقى شبرق زعلان ومش مبسوط. سأله:
"مالك يا شبرق؟ مش عاجبك اللي بنعمله؟"
شبرق زقزق كأنه بيقول: "محتاج راحة!"
حمادة فهم إن شبرق تعب من الشغل الكتير. في اليوم التالي، أعلن لكل الناس:
"التاكسي هيتقفل النهارده، شبرق محتاج أجازة!"
الناس ضحكت وقالت:
"فعلاً، شبرق عنده حق. لازم يكون ليه وقت يرتاح فيه."
ومن وقتها، حمادة قرر إنه يستخدم أفكاره الغريبة في حاجات مفيدة، لكن من غير ما يرهق حد. أما شبرق، بقى صديق حمادة المفضل، وكل يوم يقضوا وقتهم يلعبوا مع بعض في الحقل.
الحكمة الأخلاقية:
العمل حاجة مهمة، لكن الراحة واحترام حدود الآخرين أهم بكتير. التعاون لازم يكون فيه تفاهم ومشاركة حقيقية.