قصه الديك والفجر
![]() |
الديك والفجر
استيقظ حمدان باكرًا ، فأمسك ديكه الأحمر، وربط ساقيه جيدا، ثمألقاه في السلَّة، ومضى إلى المدينة .وقف حمدان في سوق المدينة والديك أمامه في السلة، ينتظر مَنْ يشتريه .
. وكلما مرَّ به رجلٌ ، فحص الديك بناظريه ، وجسَّه بيديه، ثم يُساومفي الثمن، فلا يتفق مع حمدان، وينصرف مبتعدا ..قال الديك في نفسه : إذن ستبيعني يا حمدان. وتململ في السلة، يحاول الخروج ، فلم يقدر ..قال غاضبًا : كيف يمدحون المدينة ولم أجد فيها إلَّا الأَسْر ؟!
وتذكَّرَ القرية والحرية فقال : لن يصبر أهل قريتي عن فراقي، فأناأو قظهم كل صباح .وأقبل رجل من قرية حمدان، فسلم عليه وقال : ماذ تعمل هنا ؟قال : أريد أن أبيع هذا الديك .
قال : أنا أشتريه .اشترى الرجلُ ، ديك حمدان، وعاد به إلى القرية .قال الديك مسرورًا : كنتُ أعرف أنَّ القرية سترجعني، لأطلع لهاالفجر .
وحينما دخل الرجلُ القرية، دُهش الديك عجباً، لقد استيقظ الناسوطلع الفجر !سأل الديك دجاجة في الطريق : كيف طلع الفجر، في هذا اليوم؟!قالت : كما يطلع كل يوم .قال : ولكنني كنتُ غائبا عن القرية !قالت : في القرية مئات الديوك غير .
قال الديك خجلا : كنتُ أعتقد أنه لا يوجد غيري .قالت الدجاجة : هكذا يعتقد كل مغرور .وفي آخر الليل ، خرج ديك حمدان، وأصغى منصتا فسمع صياح الديوك يتعالى من كل الأرجاء، فصفق بجناحيه، ومدَّ عنقه، وصاح عاليا ، فاتحد صوته بأصوات الديوك .. وبزغ الفجر الجميل .