قصة النظافه من الايمان - قصص سلوكية
النظافة من الإيمانهلا وسها توأمتان متطابقتان في الشكل، لكن بالرغم من أنهما متشابهتان في الملامح إلا أن الفرق بينهما كان واضحًا دائما للجميع .. فعلا فتاة أنيقة تهتم بملابسها ونظافتها الشخصية، تستيقظ كل يوم فتغسل وجهها وأسنانها وتتوضأ وترتدي ملابسها المعلقة في الدولات وتمشط شعرها، وتذهب للمدرسة في أحسن صورة، وتعود فتبدل ملابس المدرسة وترتدي ملابس نظيفة وتضع ملابس المدرسة على شماعةوتضعها في الدولاب كي تبقى مفرودة ونظيفة لليوم التالي ... أما مها فتقوم من نومها فلا تغسل وجهها ولا أسنانها، وإنما تتوضاً سريعا وبإهمال، ثم تلتقط ملابسها الملقاة في أنحاء غرفتها والتي بالطبع تكون مجعدة وغير نظيفة، ولا تهتم بتمشيط شعرها، وتذهب مع أختها للمدرسة وتعود فلا تهتم بإبدال ملابس المدرسة بملابس أخرى نظيفة، وقد تظل بها إلى ميعاد النوم فتقوم بخلعها وإلقائها في أنحاء الغرفة، ولا تهتمبتعليقها للحفاظ عليها.وبالرغم من تحذيرات أمهما المستمرة لشها من هذا الإهمال في نظافتها ومظهرها إلا أنها لم تكن تصغي لوالدتها ، بل إنها لم تكن تهتم حتى حينما كانت أمها تعاقبها على هذا الإهمال.وفي يوم عادت عُلا وسُها من المدرسة فدخلت عُلا كالعادة وأبدلت
ملابسها ثم غسلت يديها قبل الطعام، بينما دخلت سُها مباشرة وجلست علىمائدة الطعام . . قالت الأم : فلتغسلي يديك قبل الطعام يا سُها .ردَّت سُها : ولكن يا أمي انظري ليس هناك أي شيء على يداي . قالت الأم : قد يكون هناك بعض الجراثيم والأتربة التي قد لا تستطيعينرؤيتها بعينيك، ولكنها تكون موجودة وقد تتسبب في ضررك .قالت سُها : ولكني كل يوم لا أغسل يدي ولا يحدث لي أي ضرر، ثم إني جائعة جدا .قالت هذا وسحبت طبق الطعام وبدأت في الأكل .جاءت عُلا في هذه اللحظة بعد أن غسلت يديها وقالت : كيف تكونين جائعة وقد اشتريت حلوى من البائع المتجوّل الذي كان يقف خارج المدرسة وأكلتيها ؟اندهشت الأم وقالت : ألم أحذِّرُكِ من قبل يا سُها من شراء الحلوىوالمأكولات من الباعة الجائلين لأنها لا تكون نظيفة؟ ردَّت سُها : ولكني يا أمي كنت جائعة .. والآن يا أمي أريد أن أخبرك بشيء هام، فغدا رحلة المدرسة إلى حديقة الحيوان، وأنت تعلمين منذ متى ونحن ننتظرها وأريد أن نشتري اليوم حلوى وعصائر لنأخذها معنا فيالرحلة .قالت الأم : بإذن الله أحضر لكما كل شيء لغد .في الصباح الباكر .. دخلت الأم لتوقظ ابنتيها لتذهبا لرحلة المدرسة. قامت عُلا على الفور وبدأت في الاستعداد، أما سُها فلم تستطع القيام وبدأت تشكو من آلام رهيبة في بطنها ، وحينما وضعت الأم يدها على جبهة
النظافة من الإيمانسها وجدت أن حرارتها مرتفعة للغاية .قال الأم : سُها يبدو أنك مريضة للغاية، سأطلب الطبيب على الفور.ردَّت سُها : لكن يا أمي أنا أريد الذهاب للرحلة .قالت الأم : يا حبيبتي لا يمكنك الذهاب للرحلة و أنت مريضة هكذا . شعرت سُها بالحزن الشديد، وخاصة وهي تودع أختها عُلا والتي ركبتسيارة المدرسة لتذهب مع صديقاتها إلى الرحلة .استدعت الأم الطبيب فورًا والذي حضر بعد قليل وقام بالكشف علىسها ثم قال : هل أكلت شيئًا خارج المنزل بالأمس؟ردَّت سُها بدهشة : نعم، ولكن كيف عرفت؟ابتسم الطبيب وقال : أنت تعانين من نزلة معوية حادة وسببها أنك أكلت شيئًا غير نظيف، ومن المؤكد أن هذا الطعام من خارج المنزل لأن أكيد والدتك تعتني بنظافة طعامكم .ردت الأم : بالطبع يا دكتور .. النظافة شيء مهم في كل شيء . نظر الطبيب حوله في غرفة سُها ولاحظ إهمالها في نظافة ملابسها وترتيبها وقال : النظافة شيء هام جدًا بالطبع ، ولا تقتصر على الاهتمام . بنظافة الطعام فقط ؛ بل على نظافة الملابس أيضًا والنظافة الشخصية، فإنكإذا أهملتِ في أي منهم قد يتسبب هذا أيضًا في إصابتك به لأمراض . قالت الأم : نعم كما أن هذا قد ينفّر الناس منك ويه علهم يبتعدون عنمصادقتك لأنك لا تهتمين بنظافتك .قال الطبيب : كما أنك بهذا لا تحرصين على أن يحبك الله .ردت سُها بدهشة : وكيف هذا ؟قال الطبيب : ألا تعرفين قول الرسول : إن الله طيب يحب الطيب،
حواديت قبل النومنظيف يُحبُّ النظافة» ؟اليومقالت سُها : لا لم أكن أعرف هذا الحديث الشريف، ولقد تعلَّمت ا درسًا قاسيا ، فكم كنت أتمنّى أن أذهب الرحلة مع أختي عُلا ، ولكن بإذن الله من اليوم سأهتم بالمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة كل ما حولي وأتمنى أن يحافظ هذا على صحتي، وأن يجعل الله يُحبني .***