الضفدع الصغير
الضفدع الصغير
يُحكى أن ضفدعا صغيرًا كان يحيا في مملكة الضفادع كان يحلو له مراقبة الصباح وهو يخرج رويدا رويدا من قلب الليل، فيقفز هنا وهناك على ورقة شجر،
يدور معها على صفحة الماء، يظل هكذا إلى أن تشرق الشمس فيحييها بصوته : نق .. نق . . نق ..كان يقود زملاءه دعدع، وضفدوع وفيفي . . في هذا الحفل كل يوم حتى أطلقوا عليه قائد الأوركسترا .ذات يوم كـ فيه الشتاء،
لم يجد أمامه سوى هذه الجزيرة التي وصل إليها منهكًا، كانت جزيرة دافئة حقًا جعلته يطمئن للأيام الجميلة القادمة، ما كاد يحط على إحدى الأشجار حتى غرق في النوم .كان أحد الطيور يبحث عن مكان لا تكسوه الثلوج لكي يقضي .
قبل أن ينتشر نور الصباح كان قد استيقظ بحثًا عن أي شيء يقيه من الجوع، فوجد الثمار التي أشبعته وماء البحيرة الذي روى عطشه، ، فانطلقبعدها مغردًا . . لفت صوت العصفور نظر الضفدع وأصدقائه، وتساءلوا عن مصدره؟! اندفع ضفدوع بسرعة وقال : ليس جميلا على أي حال . رددت بقية الضفادع نفس الكلمة واندفعوا يرددون معًا : نق . . نق .. نق . . أي: ما أجمل صوتنا نحن الضفدع الفنان غرق في وجلس صمته ،
بعيدًا يفكر ..تردد الصوت مرة أخرى ولكن أقوى فهمس الضفدع وقال : ياله من صوت رائع حقًّا ! ومنذ تلك اللحظة لم يعد الضفدع قادرًا على أن يقود الأوركسترا أو يدعي أن صوته أجمل الأصوات.
وفي أحد الأيام ، أثناء جلوسه أمام البحيرة ، حدث نفسه قائلا : أنا أدرك أن صوتي ليس جميلاً كما كنت أتصور ، لكن من حقي أن أفرح بالقمر والنجوم والشمس والزهور، أريد أن أعلن حبي للحياة بطريقتي .ظل الضفدع على تلك الحال أيامًا إلى أن وصل إلى حل ، قال : إذا كان صوت العصافير يزين الصباح الجميل، فأنا سأغني لليل والقمر والنجوم، وصارت الضفادع من بعدها على مبادئه لا تدَّعي ما ليس فيها، ولا تزعجأحدا ، لكن لا تُخفي فرحتها بالحياة.